ما بعد فترة ميجي

 

فترة تايشو جيداي (大正時代 ) 1912 إلى 1926 م ‏19

هي فترة قصيرة في تاريخ اليابان المعاصر، وتوصف غالبا بالنسخة اليابانية للسنوات الحمقاء.

 تايشو (大正) تعني حرفيا "العدالة الكبيرة". هذه الفترة وافقت سيادة الإمبراطور تايشو (يوشيهيتو).

استمر التأثير الغربي الذي ابتدأ في فترة ميجي تأثيره في فترة تايشو، حيث قدم موري أوغاي وناتسومه صوسيكي اللذان درسا الأدب الغربي لونا جديدا في الأدب الياباني.

 كانت صحة الإمبراطور الجديد ضعيفة مما دعا إلى نقل القوة السياسية من يد حكم القلة إلى يد البرلمان الياباني والأحزاب الديمقراطية، وبهذا تعد هذه الفترة فترة انفتاح ديمقراطي تحت اسم "ديمقراطية تايشو" وهي متميزة عن سابقتها فترة ميجي التي تميزت بالاضطراب المرافق للإصلاح والفترة اللاحقة فترة شووا التي تمحورت حول السياسة العسكرية.

الحرب مع ألمانيا

في 23 أغسطس 1914، أعلن اليابان الحرب على ألمانيا  حيث انتهزت اليابان فرصة نشوب الحرب العالمية الأولى فأعلنت الحرب على ألمانيا، واستولت على ميناء كياوتشو ومقاطعة شانتونغ الذي كان الألمان يسيطرون عليهما داخل أرض الصين ذاتها، كما احتلت مجموعة الجزر التي كانت ألمانيا قد احتلتها في جنوب المحيط الهادي شمالي خط الاستواء.

فرض مطالب اليابان على الصين

في 18 يناير عام 1915 تقدمت اليابان إلى الصين بمطالبها الواحد والعشرين المشهورة والتي تتضمن الآتي: أن توافق الصين دون تحفظ على أي اتفاق قد تعقده اليابان مع ألمانيا بخصوص حقوقها في ميناء كياوتشو ومقاطعة شانتونغ، وأن يسمح لليابان ببناء خط حديدي في شانتونغ، وألا تعطى أي امتيازات فيها لأية دولة أخرى، ومد امتياز اليابان في مينائي بور آرثر ورايرن لتسعة وتسعين عام، وأن تقتح مدن معينة أمام التجارة الأجنبية، وأن تعترف الصين بحقوق اليابان في جنوب منشوريا وشرق منغوليا الداخلية، وألا تؤجر الصين أي ميناء أو خليج أو أرض تقع على ساحلها لأية دولة عدا اليابان. ورضخت الصين لمطالب اليابان ووقعت معها معاهدة بشأنها في مايو عام 1915. غير أن الصين عادت بعد الحرب فطعنت في شرعية[؟] المعاهدة التي وقعتها تحت ضغط القوة وذلك بإيعاز من الولايات المتحدة التي بدأت تشعر خطر تعاظم قوة اليابان وما تشكله من تهديد للمستعمرات الأمريكية في المحيط الهادي. وكانت قوة اليابان، وخاصة الأسطول، قد بلغت حدا جعل الحلفاء يستعينون به في البحر الأبيض المتوسط لمواجهة حملة الغواصات الخطرة التي بدأها الألمان في فبراير عام 1917.

فترة شووا (昭和時代)  1926–1989   ‏20

فترة شووا وتعني حرفياً "فترة السلام المنير" هي فترة في التاريخ الياباني رافقت حكم الإمبراطور هيروهيتو من 25 ديسمبر 1926، حتى 7 يناير 1989. كانت فترة شووا هي الأطول بين فترات جميع أباطرة اليابان، حيث في هذه الفترة جرت في اليابان الكثير من الأحداث، حيث تحولت اليابان إلى الشمولية بعد انهيار الرأسمالية وتحت تهديد الشيوعية ظهرت نزعة قومية.

و في عام 1931 بدأت اليابان مرحلة جديدة في توسعها الاستعماري على حساب الأراضي الصينية فاحتلت منشوريا. ولكي تضفي على هذا العمل صفة الشرعية ادعت أنها "حررت" منشوريا من سيادة الصين، وجاءت بآخر سلالة أسرة المانشو- التي أسقطتها عن العرش ثورة الصين عام 1911- فنصبته إمبراطورا على منشوريا.

و هبت القوى الوطنية في الصين تقاوم الغزو الياباني وأرغمت تشين كاي تشيك على تغيير موقفه المتخاذل إزاء الغزو الياباني، كما قبل كارها إقامة جبهة وطنية موحدة في وجه اليابان تضم الشيوعيين الذي كان مهتما بمحارابتهم أكثر من اهتمامه بصد هذا الغزو الياباني.

الحرب اليابانية الصينية الثانية

عام 1937 تحولت المواجهة بين اليابان والصين إلي حرب شاملة هدفها فرض سيطرتها الكاملة على الصين، وإجهاض قوى التطور التي أخذت تنمو فيها بعد ثورة 1911، وهو هدف قديم عبر عنه الكونت إبشي وزير خارجية اليابان عام 1915 بقوله: "إن اليابان لا يمكن أن تنظر بعين الاطمئنان إلى تنظيم جيش صيني ذي قدرة فعالة على القتال، كما أن اليابان تنظر بعين القلق إلى تحرير النشاط الاقتصادي لشعب يعد أربعمائة مليون نسمة".

 

الحرب العالمية الثانية

غزو القوات اليابانية للصين أدي إلي فرض مقاطعة اقتصادية على اليابان من قبل الولايات المتحدة وحلفائها  وعلى إثره، قررت اليابان ضرب ميناء بيرل هاربر في 7 ديسمبر 1941، بلا سابق إنذار وبدون إعلان للحرب على الولايات المتحدة. تسبب الهجوم على ميناء بيرل هاربر بأضرار جسيمة للأسطول الأمريكي، إلا أن حاملات الطائرات الأمريكية لم تُصب بأذى لكون الحاملات في عرض المحيط الهادي لأداء مهمّات لها. كما قامت القوات اليابانية بغزو جنوب آسيا تزامناً مع قصف بيرل هاربر وبالتحديد، ماليزيا، وإندونيسيا، والفلبين وسنغافورة بمحاولة من اليابان للسيطرة على حقول النفط الإندونيسية. ووصف رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل حادثة سقوط سنغافورة في أيدي القوات اليابانية بأنه من أكثر الهزائم مهانة على الإطلاق.

بالحرب العالمية الثانية على دحر وهزيمة ألمانيا النازية، إلا أن جدول أعمال الولايات المتحدة وبعض من دول التحالف ومن ضمنها أستراليا، دأبوا على استرجاع الأراضي التي استولت عليها اليابان في منتصف العام 1942. ثم قامت الولايات المتحدة بقيادة الجنرال دوجلاس مكارثر بالهجوم ومحاولة استرجاع غينيا الجديدة، وجزر سليمان، وبريطانيا الجديدة، [وإيرلندا الجديدة،] والفلبين. وتنامت الضغوط على اليابان بهجوم الولايات المتحدة على السفن التجارية اليابانية وحرمان اليابان من المواد الأولية اللازمة للمجهود الحربي، واشتدّت حدة الضغوط باحتلال الولايات المتحدة للجزر المتاخمة لليابان.

استيلاء الحلفاء على جزيرتي إيوجيما وأوكيناوا اليابانية جعل اليابان في مرمى طائرات وسفن التحالف دون أدنى مشقّة. وإعلان الاتحاد السوفييتي الحرب على اليابان في بداية 1945 ومن ثمّة مهاجمة منشوريا

جاءت هزيمة اليابان في 1945 بعد أن أسقطت قنبلة ذرية على هيروشيما أودت بحياة أكثر من 200 ألف نسمة،  وقنبلة أخرى في 9 أغسطس على ناغاساكي، مما دفع اليابان بإعلان الاستسلام في 15 أغسطس 1945.

الهزيمة والاحتلال    ‏21

استسلمت اليابان لقوات الاحتلال في 14 أغسطس 1945 عندما أعلمت الحكومة اليابانية قوات الحلفاء قبول إعلان بوتسدام. وفي اليوم التالي أعلن الإمبراطور هيروهيتو استسلام اليابان الغير مشروط على المذياع لأول مرة يسمع فيه الشعب الياباني صوت إمبراطورهم وهو اليوم الذي يعتبر آخر يوم في الحرب العالمية الثانية. في ذات اليوم قام الرئيس الأمريكي هاري ترومان بتعيين الجنرال دوغلاس ماكارثر كقائد أعلى لقوات التحالف للإشراف على احتلال اليابان. تم احتلال اليابان من قبل قوات الحلفاء بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية بالاشتراك مع المملكة المتحدة و أستراليا. تم منح القائد الأعلى لقوات التحالف حكماً مباشرا على جزر اليابان الرئيسية.  في 28 أغسطس، بدأ احتلال اليابان من قبل القائد الأعلى لقوات الحلفاء أقيم حفل الإستسلام في 2 سبتمبر، على متن بارجة من بحرية الولايات المتحدةUSS Missouri (BB-63), ضم مسؤولين من الحكومة اليابانية وقعوا صك الاستسلام الياباني، وبالتالي إنهاء الأعمال العدائية. احتفل تحالف المدنيين و العسكريين على حد سواء ب يوم VJ، ونهاية الحرب؛ ومع ذلك، بعض الجنود معزولة وأفراد من امبريال اليابان قوات النائية في جميع أنحاء آسيا وجزر المحيط الهادئ رفضوا الاستسلام لشهور وسنوات بعد ذلك، تم نزع سلاح اليابان ووضع دستور اليابان الجديد عام 1947 الذي منع اليابان من الاشتراك في أي حرب مع دولة أجنبية. تم وضع الدستور الياباني لبعد الحرب تحت إشراف سلطة الاحتلال بما فيها الفقرة التاسعة (بند السلام). عملت هذه الفقرة على منع اليابان من التحول إلى قوة هجومية في المستقبل مرة أخرى، إلا أنه وبعد استقلال اليابان عملت الولايات المتحدة على الضغط على اليابان لبناء جيشها من جديد لإنشاء توازن أمام الشيوعية في آسيا بعد الثورة الصينية والحرب الكورية وبهذا أسست اليابان قوات الدفاع الذاتي




كانت تلك هي المرة الأولى في التاريخ الذي احتلت فيه اليابان من قبل دولة أجنبية.

وصل الجنرال ماكارثر إلى طوكيو في 30 أغسطس وقام بإقرار عدة قوانين فورية،

عدم السماح لأي من جنود الحلفاء بإهانة أي مواطن ياباني


منع رفع العلم الياباني (مع شعار الشمس) بشكل مؤقت حتى رفع المنع عام 1948.

كانت من أهم مسؤوليات ماكارثر هي وضع شبكة لتوزيع الطعام وذلك بعد حل الحكومة وتدمير محلات البيع في المدن الرئيسية فقد كان الشعب يعاني الجوع، وعلى الرغم من جميع الجهود فإن الملايين من اليابانيين لم يتمكنوا من الحصول على الطعام بانتظام لعدة سنوات بعد الاستسلام.

التقى ماكارثر مع الإمبراطور هيروهيتو في 27 سبتمبر والصورة التي تجمعهما تعتبر من أهم الصور في التاريخ الياباني على الرغم من ملابس الجنرال ماكارثر العسكرية دون أي ربطة عنق إلا أنه يعتقد أن الجنرال قد قام بذلك عن قصد لإرسال رسالة للإمبراطور بأن دولته هي تحت الاحتلال.

رفض ماكارثر أي مطالبات من دول التحالف لمحاكمة الإمبراطور هيروهيتو كمجرم حرب، كما عمل على إقناع العائلة الإمبراطورية التي طالبت الإمبراطور بالتخلي عن سلطته بالبقاء عليها لعدم إشعال أي اضطراب في الشعب الياباني غير متوقعة.

 



ومع نهاية 1945 كان قد دخل إلى اليابان أكثر من 350000 جندي أمريكي.

آثار الاحتلال السلبية

محاكمات مجرمي الحرب

عقدت محاكمات لمجرمي الحرب وحكم على بعضهم بالموت أو السجن إلا أن بعضهم تسوجي ماسانوبه، نوبوسكه كيشي، يوشيو كوداما لم يحاكموا، بالإضافة إلى استثناء الإمبراطور هيروهيتو وكامل أعضاء الأسرة الإمبراطورية وجميع أعضاء الوحدة 731 الذين انخرطوا في الحرب.

الإغتصابات

في أول 10 أيام من الاحتلال جرت أكثر من ألف حالة اغتصاب في محافظة كاناغاوا وحدها. وفي 4 أبريل 1946 اقتحم 50 جندي مستشفى في محافظة أوموري واغتصبوا 77 امرأة منهم نساء كانت قد وضعت حديثاً، قامت قوات الاحتلال بالتعتيم على جرائم جنود التحالف كالاغتصاب ومنع ذكرها في التقارير الصحفية أو ذكر أي شيء عن قرارات قوى التحالف في التعتيم الإعلامي.

إيقاف الصناعة

كجزء من عمليات منع اليابان من إعادة بناء جيشها قامت قوى التحالف بإيقاف الصناعة اليابانية، ولكن ومع ارتفاع أصوات دافعي الضرائب في الولايات المتحدة لإيقاف صرف أموالهم على إطعام الشعب الياباني أمرت قيادة قوات التحالف بعودة النشاط الاقتصادي إلى اليابان والتخفيف على القيود الاقتصادية .

الترحيل

قامت القوات السوفيتية التي احتلت سخالين وجزر الكوريل بترحيل أكثر من 400 ألف ياباني من سخالين.

نهاية الاحتلال

في عام 1949 عمل ماكارثر على تنحية  قوات التحالف وزيادة سيطرة القوة اليابانية على الدولة ويعتبر إندلاع الحرب  بين الكوريتان مؤشراً لانتهاء الاحتلال. وكان توقيع معاهدة سلام سان فرانسيسكو في 8 سبتمبر 1951 هو النهاية الرسمية للاحتلال الذي انتهى تأثيره في 28 أبريل 1952 ورجعت معه اليابان كدولة مستقلة من جديد باستثناء أوكيناوا التي بقيت تحت السيطرة الأمريكية حتى 1972، و إيو جيما التي بقيت تحت السيطرة الأمريكية حتى 1968. على الرغم من تواجد حوالي 47000 جندي أمريكي في اليابان اليوم إلا أنها لا تعتبر قوة احتلال بل هي قوات مدعوة رسمياً من الحكومة اليابانية تحت بنود اتفاقية التعاون الأمني المشترك بين اليابان والولايات المتحدة.

التحول الديمقراطي

في 1946 صدق البرلمان على دستور اليابان الذي كان مشابها للنسخة التي حضرها الجنرال ماكارثر، وشرع كتحديث لدستور ميجي. عمل الدستور الجديد على تحويل السلطة من الإمبراطور إلى الشعب وعمل على نزع السلطة من العرش الإمبراطوري وتحويله إلى رمز من رموز الدولة.

في 10 أبريل 1946، عقدت انتخابات شارك فيها 78.52% من الرجال، و 66.97% من النساء منتجة أول رئيس وزراء لليابان الحديثة "شيغيرو يوشيدا".

إصلاح التعليم

قبل وأثناء الحرب كان النظام التعليمي في اليابان يعتمد على النظام الألماني القاضي بوجود مدرسة ثانوية تليها الجامعة. بعد الاحتلال تحول التعليم الثانوي الياباني إلى ثلاث سنوات، وأضيفت المرحلة الإعدادية بفترة ثلاث سنوات وفق النظام الأمريكي، وتحول التعليم الابتدائي والإعدادي إلى تعليم إلزامي بينما بقي التعليم الثانوي اختياريًا.

فترة هيسي (  平成時代) 1989– 2019 ‏22

بدأت فترة هيسي في 8 يناير، 1989 وهو أول يوم بعد وفاة الإمبراطور هيروهيتو، حيث تسلم ابنه أكيهيتو العرش. ووفقاً للتقاليد اليابانية التي تقضي بتغيير تسمية الإمبراطور بعد وفاته على اسم الفترة التي حكم فيها فإنه تم إعادة تسمية الإمبراطور هيروهيتو إلى الإمبراطور شووا.

وعليه فإن عام 1989 يقابل عام 64 من فترة شووا فقط حتى اليوم السابع من يناير، و العام 1 من فترة هيسي من 8 يناير 1989. ويعني إسم هيسي (平成) السلام والإزدهار

فترة ريوا (  令和)  2019 حتي الان


في 30 أبريل 2019 تنازل  إمبراطور اليابان أكيهيتو عن العرش لابنه الأكبر وولى العهد الأمير ناروهيتو، ليصبح الإمبراطور رقم 126 لليابان، ويعد ذلك أول تنازل لإمبراطور يابانى عن العرش منذ مائتى عام، حيث كانت خلافة الإمبراطور تحدث عند وفاته. ولد الإمبراطور الجديد ولى عهد اليابان الحالى، ناروهيتو شِنّو، فى 23 فبراير 1960، وهو الابن الأكبر للإمبراطور أكيهيتو والإمبراطورة ميتشيكو. تم تنصيب الإمبراطور الياباني ناروهيتو في العاصمة طوكيو في حفل تقليدي استمر 30 دقيقة في القصر الإمبراطوري لتبدأ فترة جديدة في اليابان أطلق عليها "ريوا" وتعني التناغم الجميل. وقال الإمبراطور الجديد في خطابه "أتعهد بموجب هذا بأن أتصرف وفقًا للدستور وأن أقوم بمسؤولياتي كرمز للدولة ووحدة شعب اليابان، بينما أتمنى دائمًا سعادة الشعب وسلام العالم، صارفاً أفكاري للشعب وواقفاً إلى جانبهم". الإمبراطور الجديد ألقى خطابه أثناء وقوفه على "عرش تاكاميكورا" وهو الاسم الذي يطلق على كرسي العرش في اليابان.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق